الرجل الأشد خطرًا على الإسلام من مسيلمة الكذاب

الرجل الأشد خطرًا على الإسلام من مسيلمة الكذاب

هل تعلم من هو الرجل الذي كان اشد خطرا على الإسلام من مسيلمة الكذاب نفسه؟ وهل تعرف كيف ارتدت جل أهل اليمامة؟

رسالة مسيلمة الكذاب إلى النبي

قبل وفاة النبي عليه الصلاة والسلام بعث مسيلمة الكذاب برسالة إلى النبي يقول له فيها:
من مسيلمة رسول الله إلى محمد رسول الله: إني قد أشركت في الأمر معك فلنا نصف الأرض ولكم نصف الأرض أو تجعل الأمر لي من بعدك ولكني أعلم أن قريش قوم لا يعدلون.
فأرسل النبي يقول له:
من محمد رسول الله الى مسيلمة الكذاب السلام على من اتبع الهدي إن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين

فتبعه نفر قليل من قومه أما غالبية أهل اليمامة فكانوا على دين الإسلام وهنا ظهرت شخصية هذا المجرم الذي يُدعى (الرجال بن عنفوة) فهذا الرجل جاء إلى النبي مبايعًا ومسلمًا وتلقى الإسلام ثم عاد إلى قومه ولم يعد إلى المدينة إلا بعد وفاة النبي وتولي أبو بكر رضي الله عنه الخلافة وأخبره عن التفاف أهل اليمامة حول مسيلمة وعرض على الخليفة أن يكون مبعوثه إليهم لكي يثبتهم على الإسلام فوافق ابو بكر الصديق على ذلك وذهب الرجال إلى مسيلمة الكذاب وعندما بدأ الاجتماع حدثته نفسه الغادرة بأن يحجز لنفسه مكان في دولة مسيلمة التي ظنها مقبلة وانتظر أهل اليمامة ما ستنتهي عنده المفاوضات بين رسول أبي بكر ومسيلمة فخرج الرجال على أهل اليمامة وقال لهم أنه سمع رسول الله يقول أنه أشرك مسيلمة بن حبيب في الأمر وما دام أن الرسول عليه الصلاة والسلام قد مات فمسيلمة أولى الناس بحمل راية النبوة والوحي من بعده فارتد جل أهل اليمامة بسبب هذا المجرم، وتم قتل كل من رفض أن يتبع مسيلمة فكان الرجال هو السبب في ارتداد أهل اليمامة وكانت أخباره تاتي إلى المدينة فيحترق المسلمون غيظا من هذا المجرم الذي أضل الناس وعندما بدأت معركة اليمامة أخذ يبحث صقر اليمامة زيد بن الخطاب عن الرجال حتى عثر عليه واندفع نحوه فوقف مجموعة من المرتدين للدفاع عن الرجال فقتلهم زيد جميعا وضرب الرجال بن عنفوة على رأسه ففلقها نصفين لتنتهي بذلك حياة ذلك المجرم الخائن ويذهب فهو كان سببا في ارتداد أهل اليمامة وسببا في حدوث معركة اليمامة.

اقرأ أيضًا: جدول رمضان تحروا ليلة القدر في الشعر الأواخر

نبوءة رسول الله صلى الله عليه وسلم

يروي ابن كثير في البداية والنهاية عن أبي هريرة – رضي الله عنه – أن رسول الله صلى الله عليه وسلم – مر عليه يوما وهو جالس في رهط (جماعة) من القوم فقَالَ : ” إِنَّ فِيكُمْ لَرَجُلا ضَرْسُهُ فِي النَّارِ أَعْظَمُ مِنْ أُحُدٍ”.

كان إخبارًا من رسول الله أن واحدا منهم سيكون من أهل النار… وياله من إخبار من الصادق المصدوق .. فقد حق على أحدهم! فمات القوم كلهم على خير… على الإسلام والايمان، ولم يبق منهم إلا أبا هريرة و الرَّجَّال بن عنفوة، وكان من الذين وفدوا على رسول الله فلزمه وتعلم منه وحفظ القرآن و الأحكام وجدّ في العبادة، يقول رافع بن خديج: “كان بالرَّجَّالِ من الخشوع ولزوم قراءة القرآن والخير شيء عجيب”، وقال عنه ابن عمر “كان من أفضل الوفد عندنا”.

ظل إخبار النبي عالقا برأس أبي هريرة وكلما رأى “الرَّجَّال بن عنفوة” ومدوامته على العبادة وزهده، ظن أنه هالك وأنه هو صاحب النبوءة وأصابه الرعب (أي ظن أبو هريرة أنه المقصود بحديث النبي) حتى ظهر مسليمة الكذاب في اليمامة وادعى النبوة و اتبعه خلق من أهل اليمامة وفيهم الرجال بن عنفوة!

دعوة للتأمل…

لنتأمل حال الصحابي الجليلي الذي رافق نبينا الكريم محمد عليه الصلاة والسلام والراوي لعدد كبير من الأحاديث النبوية أبو هريرة وهو يظن بنفسه أنه هالك وأنه صاحب النبوءة، فهذه دعوة لنا لمراجعة أنفسنا فلا نغتر بعباداتنا وصلاتنا وصيامنا وزكاتنا وصدقاتنا ولا نمنن، ولندع الله بأن يثبتنا و يختم لنا بخير ثبتنا الله وإياكم على الحق.

اترك تعليقًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *