ليلة النصف من شهر شعبان وتسمى كذلك بـ«ليلة البراءة» لها أهمية خاصّة في قلوب المسلمين، لما ورد عن فضلها وفضل الدعاء فيها واهتمام التابعين بها، فلا تفوّت فضل هذه الليلة فهي لا تتكرر في العام إلا مرة واحدة…
قيل: إن للملائكة في السماء ليلتي عيد، كما أن للمسلمين في الأرض يومي عيد، فعيد الملائكة ليلة البراء وهي ليلة النصف من شعبان وليلة القدر، وعيد المؤمنين يوم الفطر ويوم الأضحى.
ليلة البراءة
أوضحت لجنة الفتوى بدار الإفتاء المصرية أن تسمية ليلة النصف من شهر شعبان بـ«ليلة البراءة» أو «الغفران» أو «القدر» لا مانع منها شرعًا. وأشارت لجنة الفتوى، عبر بوابة الدار الرسمية، إلى أن المعنى المراد من ذلك أنها ليلة يقدر فيها الخير والرزق ويغفر فيها الذنب، وهو معنى صحيحٌ شرعًا، وموافقٌ لما ورد في السنة عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: فَقَدْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وآله وسلم ذَاتَ لَيْلَةٍ، فَخَرَجْتُ أَطْلُبُهُ فَإِذَا هُوَ بِالْبَقِيعِ رَافِعٌ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ، فَقَالَ: «يَا عَائِشَةُ، أَكُنْتِ تَخَافِينَ أَنْ يَحِيفَ اللهُ عَلَيْكِ وَرَسُولُهُ!»، فقُلْتُ: وَمَا بِي ذَلِكَ، وَلَكِنِّي ظَنَنْتُ أَنَّكَ أَتَيْتَ بَعْضَ نِسَائِكَ، فَقَالَ: «إِنَّ اللهَ تَعَالَى يَنْزِلُ لَيْلَةَ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا فَيَغْفِرُ لأَكْثَرَ مِنْ عَدَدِ شَعَرِ غَنَمِ كَلْبٍ – وهو اسم قبيلة-» رواه الترمذي وابن ماجه وأحمد. واستشهدت لجنة الفتوى بما ورد عن علي بن أبي طالب كرم الله وجهه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «إِذَا كَانَتْ لَيْلَةُ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ فَقُومُوا لَيْلَهَا وَصُومُوا يَوْمَهَا؛ فَإِنَّ اللهَ يَنْزِلُ فِيهَا لِغُرُوبِ الشَّمْسِ إِلَى سَمَاءِ الدُّنْيَا فَيَقُولُ: أَلَا مِنْ مُسْتَغْفِرٍ فَأَغْفِرَ لَهُ؟ أَلَا مُسْتَرْزِقٌ فَأَرْزُقَهُ؟ أَلَا مُبْتَلًى فَأُعَافِيَهُ؟ أَلَا كَذَا، أَلَا كَذَا..؟ حَتَّى يَطْلُعَ الْفَجْرُ» رواه ابن ماجه.
دعاء ليلة النصف من شهر شعبان
لم يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم دعاء خاص في ليلة النصف من شهر شعبان… وهذا أحد الأدعية التي استحسنها بعض العلماء ويمكن للإنسان الدعاء بما شاء، يقول الله تعالى في سورة الفرقان: {قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ}:
{بسم الله الرحمن الرحيم، وصلّى الله على سيدّنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم، اللهم يا ذا المنّ ولا يمنّ عليه يا ذا الجلال والإكرام يا ذا الطول والإنعام، لا إله إلا أنت ظَهْرَ اللاجئين، وجار المستجيرين، ومأمن الخائفين. اللهم إن كنت كتبتني عندك في أمّ الكتاب شقّيا أو محروما أو مطرودا أو مقتّرا علّي في الرزق فامح اللهم بفضلك شقاوتي وحرماني وطردي وإقتار رزقي، وأثبتني عندك في أمّ الكتاب سعيدا مرزوقا موفقا للخيرات، فإنّك قلت وقولك الحق في كتابك المنزّل، على لسان نبيك المرسل: {يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أمّ الكتاب} إلهي بالتجلّي الأعظم. في ليلة النصف من شعبان المكرّم، التي يفرق فيها كل أمر حكيم ويبرم، أسألك أن تكشف عنّا من البلاء ما نعلم وما لا نعلم، وما أنت به أعلم، إنك أنت الأعزّ الأكرم، وصلّى الله تعالى على سيدّنا محمد وعلى آله وصحبه وسلّم). إلهي جودك دلّني عليك، وإحسانك قرّبني إليك، أشكو إليك ما لا يخفى عليك، وأسألك ما لا يعسر عليك؛ إذ علمك بحالي يكفي عن سؤالي، يا مفرّج كرب المكروبين، فرّج عنّي ما أنا فيه، لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين، فاستجبنا له ونجيناه من الغمّ وكذلك ننجي المؤمنين}.