في ليلة 27 من رجب قبل الهجرة، حصلت معجزة ليلة الاسراء والمعراج بعد أن فقد نبينا محمد صلى الله عليه وسلم زوجته خديجة رضي الله عنها وعمه أبو طالب في ذات العام وصدود أهل الطائف.
إضاءات على معجزة ليلة الاسراء والمعراج
سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ 1الاسراء
Glory to(Allah) Who did take His servant for a Journey by night from the Sacred Mosque to the farthest Mosque, whose precincts We did bless,- in order that We might show him some of Our Signs: for He is the One Who heareth and seeth(all things). 1
|
||
يذهب صلى الله عليه وسلم إلى الطائف (بعد أن سُدّت دروب الدعوة إلى الله في مكة) فيصدّوه صدًّا عظيمًا. يقول له أحد زعماء وسيد أهل الطائف: أما وجد الله أحدًا يبعثه غيرك… بل ويسلّطوا عليه سفهاءهم وصبيانهم يرمونه بالحجارة.
- وجاء التكريم الإلهي لنبيه الكريم بالإسراء والمعراج، وكانت بعد عشر سنين من البعثة… (الله وحده سبحانه وتعالى يعلم مواعيد التخفيف ولحظات الفرج… انشغل بالعطاء حتى تأتيك ليلة كلية الإسراء والمعراج.)
- في صحيح البخاري أنه صلى الله عليه وسلم شق صدره الشريف وحُشي إيمانًا كأن السماء لا تحتاج منك إلّا إلى قلب تقي لتعرج غلى المولى العلي: “اهتموا بقلوبكم“.
- من الأقصى كان المعراج، فكما كان الأقصى بوابة السماء سيكون بوابة طهر الأرض من جديد (فاختيار المكان إشارة من الرحمن).
- عندما وصل سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وجبريل إلى المسجد الأقصى، ربط الدابة في حلقة الأنبياء (عليك الأخذ بالأسباب وهو لا ينافي التوكل).
- صلى بهم إمامًا في المسجد الأقصى: فهو آخرهم بعثة إلّا أنه أفضلهم وخاتمهم وسيدهم، أفضل بقعة في الأرض المسجد وأفضل موضع في المسجد هو المحراب، ولا يوجد شرف أفضل من شرف الإمامة صلى الله عليه وسلم ولا يوجد مؤمنين أفضل من الأنبياء. (اجتمع شرف البقعة وشرف الموضع وشرف الإمامة وشرف من صلى وراءه… فقد صلى وراءه مشيخة الأنبياء إبراهيم وإسحاق ويعقوب).
- الشام قبلة الأنبياء والنبي صلى الله عليه وسلم قال: طوبى للشام ثلاثًا… قيل: لم؟ قال: إن ملائكة الرحمن باسطة أجنحتها على الشام.
- ثم يُعرج به إلى السماء، طاف صلى الله عليه وسلم على الأنبياء ليسلم عليهم في طريقه لسدرة المنتهى كأن يقال له ولنا: إنما نحن حلقة في سلسلة التوحيد والموحدين… كل الأنبياء قالو: مرحبًا بالأخ الصالح… وإبراهيم عليه السلام قال: مرحبًا بالابن الصالح… (بين أصحاب العقيدة الإسلامية أرحام ووشائج لا تتقادم ولو مرّت عليها آلاف السنين).
- كان جبريل عليه السلام عند كل سماء يستفتح (يطلب الإذن من خازن المساء) فيُقال له: من أنت؟ أمعك أحد؟ فيجيب: معي محمدًا، فيُقال: أوقَد بُعِث؟ (الأدب هو الدين كله… جبريل عليه السلام أفضل من الخازن ولكنه تأدب مع خازن السماء).
- يسمع سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم الحوار بين جبريل عليه والسلام والخازن عن شخصه ولا يضره ذلك (لأن عظمة الرجل تنبعث من نفسه ولا تنبعث من حوله… لأن من حولك قد يغيرهم الدينار والدرهم… وقد تغيرهم الدنيا وتبقى عظمتك لك).
- رأى في السماء الدنيا سيدنا آدم عليه السلام فقال: مرحبًا بالابن الصالح والنبي الصالح (يفرح الأب بصلاح ابنه).
- رأى في السماء السادسة موسى عليه السلام… فلما جاوزه بكى موسى عليه السلام، سُئِل: ما يُبكيك؟ فقال: أنه بُعث (أي سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم) بعدي يدخل الجنة من أمته أكثر مما يدخل من أُمّتي. وحين فُرضت الصلاة (كانت في البداية خمسين صلاة) أعلَمَ سيدنا موسى عليه السلام نبينا محمد عليه الصلاة والسلام أن أمتنا لا تطيق خمسين صلاة ودله على طلب التخفيف (وكان قد لقي من معالجة قومه ما لقي) رغم أنه بكى منذ لحظات لأن الجنة من أُمّة محمد صلى الله عليه وسلم أكثر من أُمّته… (ربما يغار الدعاة والمصلحون من بعضهم لكن تبقى سلامة صدورهم ونقاء سرائرهم نحو بعضهم تزين قلوبهم).
- رأى في السماء السابعة سيدنا إبراهيم عليه السلام قد أسند ظهره إلى البيت المعمور (الجزاء من جنس العمل، فسيدنا إبراهيم عليه السلام رفع القواعد من البيت فهو عليه السلام بنى بيتًا في الأرض فأسند ظهره إلى البيت المعمور في السماء. وفي هذا باعث عظيم على الطاعة).
- إنك عندما تعمل العمل الصالح إنما تودع عند الله عملك، فلو أنك أودعت أحدًا من أهل المروّات في الدنيا لاستحيا أن يخونك فيه وأن يُنكره، فكيف وأنت تودِع عملك الصالح ربك الحي الذي لا يموت…