تابع في مدونة كلماتنا مجموعة من الشبهات والردود عليها، سنتحدث اليوم حول البعث والنشور.
البعث والنشور
يحضر هنا سؤالين، الأول هو: ماذا لو متنا ولم نبعث للحساب؟
والآخر هو: وماذا لو بعثنا للحساب؟
ناهيك عن الأدلة الكثيرة على حتمية البعث والنشور والتي سنذكرها، فهل فكر من يلقي هذه الشبهة بعيدًا عن الاستكبار والعناد بالإجابة على السؤال الآخر وهو: ماذا لو كان هناك يوما آخر وبعثا وحسابا وجنة ونار؟
لو لم نبعث للحساب لا نكون قد خسرنا شيئا في الدنيا فالأديان تدعو إلى كل خير وتنهى عن كل شر، كما أننا نشاهد في الدنيا من المؤمنين والكافرين فقراء وأغنياء ظالمين ومظلومين، وهناك من أهل الإيمان من يتمتع في الدنيا ولديه أموالا كثيرة وزوجات وأولاد وسفرات متعددة للسياحة ولا ينقصه شيء ومثله أيضا من أهل الكفر.
إذًا فقد تبين لنا أن أهل الإيمان لم يخسروا شيئا من طاعة الله واجتناب نواهيه، وإذا بعثوا للحساب فسيدخلون جنة عرضها السموات والأرض وفيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت.
ولكن ولكن ….
ماذا عن الكافر عندما يبعث للحساب والجزاء؟
هذا هو السؤال الحقيقي الذي يحتاج الى إجابة شافية وصحيحة 100%، فالخطأ هنا لا مجال لتصحيحه أبدا فلا عودة للدنيا مرة أخرى لنطيع الله ونعبده.
الأدلة العقلية على حتمية البعث والنشور
- ثبت لكل عاقل يتفكر دون عناد أو هوى أن هناك خالقا لهذه الخلائق من أحياء وأجرام ومجرات ونباتات ومياه ونار وزمان ومكان وهذا الخالق عرفنا عن ذاته عبر رسله الذين تتابعوا في الأمم حتى وصلنا إلى خاتم الأنبياء والمرسلين محمد صلى الله عليه وسلم، والذي ينكر وجود الخالق لا يملك إجابة شافية غير مضطربة عن كيفية خلق الانسان والأحياء والأكوان والسموات والأرض.
- أمرنا الله سبحانه وتعالى أن نعبده ونطيعه ووعدنا إن فعلنا أن يدخلنا جنة عرضها السموات والأرض وحذرنا من الكفر وفعل المحرمات وتوعدنا بالنار إن لم نطعه. فمن يؤمن بالله فلا بد له من طاعته والا لا معنى لهذا الإيمان.
- لا يختلف اثنان على ضرورة العقاب للمسيء في الدنيا حيث وضعت القوانين التي تعاقب السارق والقاتل وغيرهما، وجميعنا يعرف أن هناك قتلة وظالمين لم يعاقبوا أو ينالوا جزاؤهم في الدنيا، فمن يصبر المظلوم أو ولي المقتول غير انتظار الحساب في الآخرة.
- لا يجادل أحد في حتمية الموت، ومن خلق الحياة ابتداء قادر على اعادة الخلق مرة أخرى، وسبحان من قهر عباده بالموت، فلا يدعي أحد مهما كان أن هناك من لا يموت من الأحياء.