العدد الأول| ولادة النور المحمدي | ولادة النبي محمد

ولادة النبي محمد

في عددنا الأول اخترنا لكم حادثة مشرقة غيَّرت مسرى التاريخ، عن ولادة النور الذي أشرقت معه الأرض والسماوات، ولادة النبي محمد  عليه الصلاة والسلامة في 9 ربيع الأول عام الفيل الموافق 20 ابريل 571 مـ.

ولادة النور النبي في مكة المكرمة

ولادة النور النبي محمد في مكة المكرمة

نقل أصحاب السير أنه في صبيحة يوم الاثنين التاسع من ربيع الأول، لأول عام من حادثة الفيل، الموافق للعشرين من أبريل من سنة 571 م ولد نبي الرحمة والرسول الكريم وخاتم النبيين؛ وأشرف المرسلين وأكرم الخلق: محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي ابن غالب بن فهر.

وذكرت بعض الروايات أن أمه آمنة بنت وهب لم تجد في حملها ما تجده النساء عادة من ألم وضعف، بل كان حملا سهلا يسيرا مباركا، كما روي أنها سمعت هاتفا يهتف بها قائلاً:

“إنك قد حملت بسيد هذه الأمة، فإذا وقع على الأرض فقولي: إني أعيذه بالواحد من شر كل حاسد، وسميه محمدا”

ولما وضعته أمه خرج معه نور أضاء ما بين المشرق والمغرب، حتى أضاءت منه قصور بصرى عاصمة الامبراطورية الرومانية بأرض الشام وهو المولود بمكة.

 وقد روى أن إرهاصات بالبعثة وقعت عند ولادة النبي محمدا صلى الله عليه وسلم، فسقطت أربع عشرة شرفة من إيوان كسرى، وخمدت النار التي يعبدها المجوس، وانهدمت الكنائس حول بحيرة ساوة بعد أن غاضت، روى ذلك الطبرى والبيهقى وغيرهما‏.‏‏

وبعد ولادة النبي محمدا أرسلته أمه آمنة بنت ةهب إلى جده عبد المطلب تبشره بحفيده، فجاء مستبشرًا، ودخل به الكعبة، ودعا الله  وشكره كثيرا‏.‏ واختار له اسم محمد ـ وهذا الاسم لم يكن معروفًا في العرب ـ وخَتَنَه يوم سابعه كما كان العرب يفعلون‏.‏

قصيدة البردة

وتعتبر قصيدة البردة أو قصيدة البُرأة أو الكواكب الدريَّة في مدح خير البرية، أحد أشهر القصائد في مدح النبي محمد (صل الله عليه وسلم)، كتبها محمد بن سعيد البوصيري في القرن السابع الهجري الموافق القرن الحادي عشر الميلادي وبلغ عدد أبياتها 167 بيتا

محمد سيد الكونين والثقليـ ـن والفريقين من عرب ومن عجمِ
نبينا الآمرُ الناهي فلا أحدٌ أبر في قولِ لا منه ولا نعم
هو الحبيب الذي ترجى شفاعته لكل هولٍ من الأهوال مقتحم
دعا إلى الله فالمستمسكون به مستمسكون بحبلٍ غير منفصم
فاق النبيين في خلقٍ وفي خُلُقٍ ولم يدانوه في علمٍ ولا كرم
وكلهم من رسول الله ملتمسٌ غرفاً من البحر أو رشفاً من الديمِ
وواقفون لديه عند حدهم من نقطة العلم أو من شكلة الحكم
فهوالذي تم معناه وصورته ثم اصطفاه حبيباً بارئُ النسم
منزهٌ عن شريكٍ في محاسنه فجوهر الحسن فيه غير منقسم
دع ما ادعثه النصارى في نبيهم واحكم بما شئت مدحاً فيه واحتكم
وانسب إلى ذاته ما شئت من شرف وانسب إلى قدره ماشئت من عظم
فإن فضل رسول الله ليس له حدٌّ فيعرب عنه ناطقٌ بفم

 

ألهمت البردة الكثيرين من الشعراء والأدباء والعوام على مر العصور، وأشهر من نهج على نهج البوصيري هو أمير الشعراء أحمد شوقي فقد كتب:

ريم على القاع بين البان والعلم احل سفك دمي في الأشهر الحرم
رمى القضاء بعيني جؤذر اسدا يا ساكن القاع ادرك ساكن الاجم
لما رنا حدثتني النفس قائلة: يا ويح جنبك بالسهم المصيب رمي
جحدتها وكتمت السهم في كبدي جرح الاحبة عندي غير ذي الم
رزقت اسمح ما في الناس من خلق اذا رزقت التماس العذر في الشيم
يا لائمي في هواه والهوى قدر لو شفك الوجد لم تعذل ولم تلم
لقد انلتك اذنا غير واعية ورب منصت والقلب في صمم
يا ناعس الطرف لا ذقت الهوى ابدا اسهرت مضناك في حفظ الهوى فنم
افديك الفا ولا الو الخيال فدا اغراك بالبخل من اغراه بالكرم
سرى فصادف جرحا داميا فاسا ورب فضل على العشاق للحلم
من الموائس بانا بالربى وقنا اللاعبات بروحي السافحات دمي
السافرات كامثال البدور ضحا يغرن شمس الضحى بالحلي والعصم
القاتلات باجفان بها سقم وللمنية اسباب من السقم
العاثرات بالباب الرجال وقد اقلن من عثرات الدل في الرسم
المضرمات خدودا اسفرت وجلت عن فتنة تسلم الاكباد للضرم
الحاملات لواء الحسن مختلفا اشكاله وهو فرد غير منقسم
من كل بيضاء او سمراء زينتا للعين والحسن في الارام كالعصم
يرعن للبصر السامى ومن عجب اذا اشرن اسرن الليث بالعنم
وضعت خدي وقسمت الفؤاد ربى يرتعن في كنس منه وفي اكم
يا بنت ذا اللبد المحمي جانبه القاك في الغاب ام القاك في الاطم؟
ما كنت اعلم حتى عن مسكنه ان المنى والمنايا مضرب الخيم
من انبت الغصن من صمصامة ذكر؟ واخرج الريم من ضرغامة قرم؟
بيني وبينك من سمر القنا حجب ومثلها عفة عذرية العصم
لم اغشى مغناكك إلا في غضون كرى مغناك ابعد للمشتاق من ارم

اترك تعليقًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *