مختصر الخلافة الراشدة

نسعى في هذه السلسلة لتقديم مختصر واضح ومتسلسل لتاريخ الإسلام مع خرائط توضيحية لنلقي نظرة أشمل على امتداد الخلافة الراشدة في زمن الخلفاء الرشدين الخمسة: أبو بكر الصديق، عمر بن الخطاب، عثمان بن عفان، علي بن أبي طالب، وانتهاء بتنازل الحسن بن علي بن أبي طالب.

مختصر الخلافة الراشدة

السنةالإنجازات الحضارية الفتوحاتالحروب الداخلية
11-40
هجرية
- تطبيق مبادئ النظام السياسي الإسلامي المتمثل في اختيار الخلفاء الراشدين من خلال 4 صور مختلفة.

- جمع القرآن بتكليف لجنة زيد بن ثابت في عهد أبي بكر، فقد روى البخاري في صحيحه عن الصحابي زيد بن ثابت قال: أرسل إلي أبو بكر الصديق مقتل أهل اليمامة وعنده عمر ، فقال أبو بكر رضي الله عنه: إن عمر أتاني، فقال: إن القتل قد استحر يوم اليمامة بالناس، وإني أخشى أن يستحر القتل بالقراء في المواطن، فيذهب كثير من القرآن إلا أن تجمعوه، وإني لأرى أن يجمع القرآن. قال أبو بكر رضي الله عنه: فقلت لعمر: كيف أفعل شيئاً لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال: هو والله خير... إلى آخر الحديث، ثم إن أبا بكر أمر زيداً بتتبع القرآن وجمعه، فتتبعه زيد بن ثابت فجمعه من الرقاع والأكتاف والعسب وصدور الرجال، فكانت الصحف التي جمع فيها القرآن عند أبي بكر حياته حتى توفاه الله عز وجل، ثم عند عمر حياته حتى توفاه الله عز وجل، ثم عند حفصة بنت عمر.

- الجمع الأخير واعتماد نسخة واحدة فقط من القرآن الكريم، في عهد عثمان بن عفان: روى البخاري في صحيحه : البخاري أن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قدم المدينة من غزو أرمينية، فدخل على عثمان وهو أمير المؤمنين يومئذ قبل أن يدخل إلى بيته، فقال: أدرك هذه الأمة قبل أن تهلك. قال: فيما ذا؟ قال.: في كتاب الله، وذكر له اختلاف الناس في القراءات وتنازعهم وإظهار بعضهم تكفير بعض، إلى غير ذلك... فجمع عثمان المهاجرين والأنصار وشاورهم في ذلك، فاتفقوا على جمعه بما صح وثبت في القراءات المشهورة عن النبي صلى الله عليه وسلم وإطراح ما سواها، فكان رأيه رأياً سديداً موفقا فكلف بجمعه جماعة من الصحابة فجمعوه في مصحف واحد، ونسخوا منه نسخاً فأرسلها عثمان إلى الأمصار، وبقيت عنده نسخة بالمدينة، فهذا هو الجمع الأخير.

- تقسيم الدولة إلى ولايات: اتَّسعت الأراضي الإسلامية في عهد عمر رضي الله عنه اتساعًا كبيرًا ممَّا اقتضى وضع تنظيمٍ محكمٍ حتى تسهل إدارتها والإشراف على مواردها، والمعروف أنَّ الخطوة الأولى لنظام الحكم التي يتفرَّع منها جميع التنظيمات هي تقسيم الدولة إلى ولاياتٍ أو أقاليم، وعيَّن عمر أميرًا حاكمًا على كلِّ ولاية يتحمَّل تبعات الحكم ويكون نائبًا عنه. وبمضي الوقت أدرك أنَّ الولاة لا يستطيعون القيام بكلِّ الأعباء التي تتطلَّبها الولاية، ففصل القضاء عن اختصاص الولاة، وعيَّن قاضيًا على تلك الولايات، وكان يمدهم بتوجيهاته، وخصَّصهم بالأرزاق.

- إنشاء الدواوين: كلمة ديوان فارسيَّة معرَّبة معناها السجل أو الجدول، على أنَّ للكلمة مضمونًا أوسع في اللغة العربية؛ إذ يُصبح الديوان مترادفًا مع الجهاز الإداري المنوط به تنفيذ أعمال الدولة الإداريَّة والماليَّة والعسكريَّة، كما تُطلق هذه الكلمة على المكان التي تُحفظ فيه سجلَّات الدولة، ثُمَّ صارت تُطلق على الأمكنة التي يجلس فيها أفراد الجهاز الإداري، ولم تتعدَّ في عهد عمر رضي الله عنه معناها الأوَّل؛ وديوان الجند هو سجلٌ أُحصي فيه مَنْ فُرِض لهم العطاء من رجال الجيش ومن غيرهم، وذُكر فيه أمام كلِّ اسمٍ عطاء صاحبه، وعَرَّف الماوردي الديوان بأنَّه موضعٌ لحفظ ما يتعلَّق بحقوق السلطنة من الأعمال والأموال ومن يقوم بها من الجيوش والعمَّال

- اعتماد التاريخ الهجري: أرسل أبو موسى الأشعري كتابا إلى عمر بن الخطاب :
يا أمير المؤمنين تأتينا الكتب، وقد أرخ بها في شعبان ولا ندري هل هو في السنة الماضية أم السنة الحالية».وبحسب المصادر الإسلامية التي تحدثت عن الرواية، جمع عمر بن الخطاب، الصحابة، ليضعوا حلاً للمشكلة، فكان عدد من الآراء، حيث قال البعض: «نؤرخ من مولد الرسول، واقترح البعض الآخر بالأخذ بتاريخ وفاته، في حين قال البعض الآخر بالأخذ بهجرته، فكان الرأي الأغلب». واستشار الخليفة عمر بن الخطاب، اثنين من الصحابة، هما «عثمان بن عفان، وعلي بن أبي طالب»، فأقراه، وبذلك انطلقت السنة الهجرية من هجرة الرسول التي توافق 622 للميلاد، لتصبح السنة الأولى في التاريخ الهجري. وحول بداية السنة الهجرية، كان هناك عدد من الآراء في ذلك، حيث رأى البعض أن يكون شهر رمضان بداية للعام الهجري، واعتمد الخليفة عمر بن الخطاب «محرم»، لأنه منصرف الناس من حجهم فاتفقوا عليه تكون بداية السنة الهجرية من محرم وتنتهي بذي الحجة.

- تنظيم عمل الشرطة: جمعٌ من الجنود يعتمد عليهم الوالي أو الخليفة ليحافظ على استتباب الأمن ويحافظ على النظام، كما أنّ من مهامهم القبض على المفسدين والمجرمين، ويوكل إليهم كلّ عمل يكفل فيه سلامة الناس وأمانهم، وقد سميت بهذا الاسم بسبب العلامات التي وضعها الولاة على لباس جنود الشرطة، وفي عهد علي بن أبي طالب أطلق اسم صاحب الشرطة على من يتولى المهام السابقة.

- بناء بعض المدن الجديدة كالبصرة والكوفة في العراق والفسطاط في مصر.

-بعد رسم المصحف كما تم في مصحف عثمان بدأت جهود ضبط القرآن الكريم وأول من وضع النقط في المصحف هو التابعي الجليل: أبو الأسود الدؤلي من أصحاب علي ـ رضي الله عنه ـ فشكل المصحف بالنقط، فجعل النقطة أمام الحرف علامة على الضمة، وفوقه علامة على الفتحة، وتحته للكسرة، واستمرت الكتابة على هذا.
فتح الشام والعراق ومصر وبلاد فارس والمناطق الشرقية (بين جبال القوقاز ونهر السند) وبلغ إجمالي مساحة البلاد التي فتحت
4.2 مليون كم مربع

- إنشاء أول أسطول بحري إسلامي في عهد عثمان بن عفان بإشراف معاوية بن أبي سفيان وخوض معركة ذات الصواري سنة 35 هجرية حيث بلغ عدد السفن حوالي 250 سفينة.
- سلسلة حروب الردة التي دامت سنتين بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، وكان أشهرها معركة اليمامة للفضاء على مسيلمة الكذاب الذي ادعى النبوة.

- معركة الجمل: وقعت في البصرة، في 13 جمادى الأول 36 هـ (7 نوفمبر 656) بين قوات أمير المؤمنين علي بن أبي طالب والجيش الذي يقوده الصحابيان طلحة بن عبيد الله و الزبير بن العوام بالإضافة إلى أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنهم أجمعين، التي قيل أنها ذهبت مع جيش المدينة في هودج من حديد على ظهر جمل، وسميت المعركة بالجمل نسبة إلى هذا الجمل. سبب المعركة هو تأخر أمير المؤمنين في القصاص من قتلة سلفه، أمير المؤمنين عثمان بن عفان.

- وقعة صفين: وقعة صفين هي معركة وقعت بين جيش علي بن أبي طالب وجيش معاوية بن أبي سفيان في 26 يوليو 657 م/ 37 هـ. وكانت امتداداً للفتنة التي أدت إلى مقتل الخليفة الثالث عثمان بن عفان على يد ثوار اجتمعوا من مصر وغيرها. وبدأت معركة صفين في 1 صفر 37 هـ ، وصفين منطقة بين الشام والعراق.


معركة النهروان : وقعت عام 37 هجرية بعد أن اتَّفَقَ فَريقُ عَلِيِّ بن أبي طالبٍ وفَريقُ مُعاويةَ على التَّحْكيمِ بعدَ القِتالِ الذي دارَ في صِفِّينَ وعاد كلُّ فَريقٍ إلى مَكانِه الأوَّلِ، فسار علِيُّ بن أبي طالبٍ عائِدًا إلى الكوفَةِ، وفي الطَّريقِ انْحازَت جَماعةٌ ممَّن لم يكونوا راضِينَ عن التَّحكيمِ وكانوا يَرَوْن أنَّ التَّحْكيمَ فقط لِكتابِ الله لا للرِّجالِ، فانصرفوا إلى حَرُوراءَ وبدأوا يَبُثُّون هذه الفِكرةَ، خارِجِينَ عن عَلِيٍّ مُنابِذِينَ له، فأرسَل إليهم عَلِيٌّ الرُّسُلَ يُناقِشونَهُم لَعلَّهُم يَثُوبون للحَقِّ، وكان مِن أولئك الرُّسُلِ ابنُ عبَّاسٍ، وعاد على يَديهِ قُرابةَ الألفي رجلٍ، ثمَّ سار عَلِيٌّ بِنَفسِه إليهم وحاجَجَهُم فرَجَعوا إلى الكوفةِ، ولكنَّهم بَقَوْا يَقولون: لا حُكْمَ إلَّا لله. وعَلِيٌّ يقولُ: كَلِمَةُ حَقِّ أُرِيدَ بها باطلٌ. ثمَّ لمَّا أراد عَلِيٌّ الخُروجَ للشَّامِ بعدَ فَشَلِ التَّحْكيم، بدأ الخَوارجُ يَتَسلَّلون مِن جَيشِه إلى النَّهْرَوان، فبدأوا بالفَسادِ فقَتَلوا عبدَ الله بن خَبَّابِ بن الأَرَتِّ مع نِسْوَةٍ آخَرين، فأرسَل عَلِيٌّ إليهم رسولًا فقَتلوهُ، ممَّا اضْطَرَّ عَلِيًّا للعَودةِ إليهم ومُقاتَلتِهم، فطلَب منهم تَسْليمَ قَتَلَةِ عبدِ الله فأَبَوْا وتَمَرَّدوا وبدأوا القِتالَ، فحارَبهُم عَلِيٌّ فأبادَهُم في النَّهْرَوان إلَّا اليَسيرَ الذين بَقوا بعدَ ذلك في الكوفةِ والبَصرَةِ يَنشُرون أفكارَهُم وهُم مُتَسَتِّرون


نتائج المعارك الأهلية بين المسلمين:
- توقف حركة الفتوحات.
- استغلال الروم الوضع لمهاجمة بلاد الشام ولكن لطف الله دمر الأسطول الرومي في البحر قبل وصوله.
- انقسام المسلمين وظهور الفرق والتي كان سببها سياسي حيث ظهرت الشيعة التي تناصر علي وآل البيت وتطورت عقائها الباطلة بعد ذلك. كما ظهرت الخوارج بسبب خلل فكري في الفهم.

1 فكرة عن “مختصر تاريخ الإسلام-2: الخلافة الراشدة”

اترك تعليقًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *