معركة كربلاء – ج١

معركة كربلاء

بدأنا حلقات هذه السلسة (معركة الخلافة) للحديث حول المعارك والفتن التي وقعت بين المسلمين بسبب تحول الخلافة إلى مُلك وراثي، اليوم موعدنا مع الحلقة الرابعة من حلقات معركة الخلافة حول معركة كربلاء.

ملاحظة: ندرس في هذا البحث مسألة الخلافة الإسلامية، مع اعترافنا أن الواقع الحالي بين المسلمين يوضح أن الحكم الملكي الوراثي أرحم وأفضل قياسًا بالأنظمة الديكتاتورية الأخرى.

معركة كربلاء الحسين رضي الله عنه

لاتصال معركة كربلاء بآل البيت كان لها من الدوي في العالم الإسلامي ومن الآثار الخطيرة وكانت لعنة على الدولة الأموية لازمتها حتى أسقطتها سنة 132هـ . ولأهمية هذه المعركة سنستعرضها بشيء من التفصيل.

أولًا: المسير إلى مكة

عندما مات معاوية رضي الله عنه سنة 60 هـ مارس يزيد خلافته وبدأ يبعث للأمصار بالبيعة ، فاستدعى الوليد بن عتبة عامل يزيد على المدينة الحسين للبيعة ، فرفض الحسين وقال: (فإن مثلي لا يعطي ببيعته سراً ولا يجترأ بها مني سراً ، فإذا خرجت إلى الناس دعوتهم للبيعة ودعوتنا معهم كان الأمر واحد ) (1) وبذلك تحايل على الوليد الذي كان يحب العافية واستشار أخيه محمد بن الحنفية فأشار عليه بالخروج إلى مكة (2)، فجمع أهله وبنيه وإخوته وبني أبيه وسار إلى مكة من ليلته.

ثانيًا: أهل الكوفة يراسلون الحسين

ولما سمع أهل الكوفة بموت معاوية وامتناع الحسين وإخوانه أرجفوا بيزيد واجتمعت الشيعة (المقصود أولياؤه وأنصاره وأصحابه فالحسين عليه السلام ومناصريه لم يكونوا شيعة يؤمنون بالعقائد الباطلة المعروفة عند الشيعة الآن) في منزل سليمان بن صرد الخزاعي فذكروا مسير الحسين وكتبوا له كتباً يدعونه بالقدوم والبيعة وأرسلوا رسولا ثانياً معه 150 صحيفة من الناس يدعونه ثم رسولاً ثالثاً (3) .

ثالثًا: بعث مسلم بن عقيل للكوفة

عندما توالت الرسل بعث الحسين مسلم بن عقيل ليستطلع له الأحوال وأمره بتقوى الله والكتمان واللطف فإن رأى اجتماع الناس عليه عجل له بذلك وكان ذلك في 8 ذي الحجة 60 هـ (4).

نزل مسلم في دار المختار فبدأ الشيعة يتوافدون عليه ويقرأ عليهم كتاب الحسين وكل جماعة تعده بالنصر والقتال ، وأخذ منهم البيعة وبلغ  من بايعوه قرابة 18 ألف فبعث إلى الحسين يستعجله بالقدوم .بلغ ذلك الصحابي النعمان بن بشير أمير الكوفة فحذر الناس من المسارعة  في الفتنة وحذرهم السيف إن نكثوا البيعة وخالفوا إمامهم . ونصحه عبد الله بن مسلم بن سعيد الحضرمي باستعمال القوة فرفض النعمان فأعلم الأول يزيد بذلك وعندما بلغ يزيد بعث بعبيد الله بن زياد والياً على الكوفة والبصرة وأمره بقتل مسلم أو نفيه (5) .

وبعث الحسين بكتبه إلى أشراف البصرة وهم مالك بن مسمع البكري والأحنف بن قيس، والمنذر بن الجارود ومسعود بن عمرو وقيس بن الهيثم وعمر بن عبد الله بن معمر يدعوهم إلى كتاب الله وسنة رسوله .

فكتموا كلهم إلا ابن الجارود خاف أن تكون دسيسة من ابن زياد ، فقتل عبيد الله بن زياد رسول الحسين وحذر الناس من الفتنة ثم سار إلى الكوفة بعد أن ولى أخيه عثمان بن زياد (6) .

دخل ابن زياد الكوفة متلثماً فحسبوه الحسين فبدأوا يحيونه أهلا بابن بنت رسول الله ، فأزال اللثام وخطب الناس مهدداً متوعدا ً ، فبلغ ذلك مسلمة بن عقيل فنزل دار هانئ بن عروة المرادي .

بعث ابن زياد جاسوساً وأمره بالانضمام إلى شيعة الحسين ليأتي له بأخبار مسلم ، واستطاع الجاسوس أن يعرف مكان مسلم وأخبر ابن زياد أنه عند هانئ بن عروة المرادي (7).

اعتقل ابن زياد هانئ بن عروة وأرغمه على تسليم مسلم فلم يفعل فحبسه ، وعندما علم مسلم بذلك علم أن ساعة الصفر قد أذنت فنادى بشعار الشيعة : يا منصور أمت ، فاجتمع معه الناس فكان بايعه 18 ألف وفي الدور 4 آلاف . وأحاط بالقصر ، فأمر ابن زياد بعض أصحابه بتفريق الناس عن مسلم وتأمين من يؤثر الطاعة ، وكان معه بعض أشراف الكوفة فاستبقاهم فلما رأى الناس ذلك بدأوا يتفرقون عن مسلم حتى أن المرأة تأتي إلى ابنها وأخاها تخذله ولم يبق معه في المسجد إلا 30 رجلاً.

عندما رأى مسلم تفرق الناس عنه خرج متوجهاً نحو أبواب كندة وانتهى إلى امرأة من كندة فطلب منها أن تخفيه فخذلان الناس له ففعلت وعلم ابنها بالأمر فأخبر عبد الرحمن بن محمد بن الأشعث الذي أخبر ابن زياد فبعث ابن زياد محمد بن الأشعث فقبض عليه بعد أن حاربهم بشجاعة وأحضره لابن زياد ، فقتله وألقى به من فوق القصر، وقبل أن يقتل طلب من محمد بن الأشعث بأن يبعث إلى الحسين أن لا يأتي الكوفة ففعل.

رابعًا: مسير الحسين إلى الكوفة

قلنا أن مسلم بعث إلى الحسين يستعجله بالحضور، وعندما علم ابن عباس بكتاب مسلم حاول أن يخذل الحسين ولكن الحسين أخبره بأنه سيستخير الله، ثم لما عزم على المسير جمع أهل بيته ونسائه وأبنائه.

خامسًا: مواقف الصحابة من خروج الحسين وغيرهم

1-موقف ابن عباس (8): حذره ابن عباس من غدر أهل الكوفة ، وبين له أن أهل الكوفة لم يخرجوا عاملهم ولم يضبطوا بلادهم فكيف تخرج إليهم ونصحه بالبقاء في الحجاز وبعث عماله ليأخذوا له البيعة ، ونصحه بالمسير إلى اليمن فإن بها حصونا وشعاباً وهي أرض طويلة وعريضة ولأبيه بها شيعة ويكون في عزلة عن الناس (فتكتب إلى الناس وترسل دعاتك فإني أرجو أن يأتيك عند ذلك الذي تحب في عافية).

2-موقف ابن الزبير (9): ونربأ بابن الزبير عن خديعة الحسين كما هو مشهور بين المؤرخين وكما يفهم من بعض الروايات ، إلا أن الطبري يورد روايات تدل عكس ذلك فقد أورد الطبري رواية تفيد بأنه نصحه بالبقاء في الحجاز لأنه لا يخالف عليه أحد ، وفي إحدى الروايات أن عبد بن مسلم والمزرى بن المشتعل سمعا ابن الزبير  يسار الحسين بين الحجر والباب فيقول له: إن شئت أن تقيم أقمت فوليت هذا الأمر، فآزرناك وساعدناك ونصحنا لك فبايعناك فقال له الحسين: أتتني بيعة أربعين ألفا يحلفون بالطلاق والعناق، فقال له: أتخرج إلى قوم قتلوا أباك وأخرجوا أخاك.

3-موقف عبد الله بن عمر (10): وهو موقف مشهور فهو يعارض الحسين منذ خروجه المدينة وعدم بيعته يزيد ويرى أن ذلك تفريقا للمسلمين.

4-محمد بن الحنفية (11): قبل أن يرحل إلى المدينة نصحه أخوه ابن الحنفية بأن يتنحى ببيعته عن يزيد وعن الأمصار ما استطاع وليبعث رسله إلى الناس ويدعوهم إلى نفسه فإن بايعوا حمد الله وإلا فإن الله لا ينقص من دينه ولا عقله وحذره من أنه يخاف عليه إن ذهب إلى مصر ، وجماعة من الناس فيختلفون عليه فمنهم معه ومنهم ضده فيقتتلون فيكون لأول الأسنة ، ونصحه بالمسير إلى مكة .

5-عبد الله بن مطيع (12): لما خرج الحسين إلى مكة لقيه ابن مطيع ونصحه بالبقاء في مكة والابتعاد عن الكوفة فإنها بلد مشؤومة بها قتل أبوه وخذل أخوه ونصحه بالتزام الحرم لأنه سيد العرب ولا يعدل به أهل الحجاز أحداً وقال له: فوالله لئن هلكت لنسترقن بعدك.

6- عمر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام (13): حذره من العراق ومن غدر أهله.

ملاحظات على مواقف الذين عارضوه في الخروج

يلاحظ أن الذين عارضوه لم يناقشوه بجواز الخروج على الخليفة، ولم يستعملوا معه أحاديث البغاة، والتي يخبر بها الرسول صلى الله عليه وسلم: “من خرج على أمتي وهم جميع فاضربوا عنقه بالسيف كائنا من كان” (14) . وإنما ناقشوه بقضية القدرة على تغيير المنكر وحذروه من غدر أهل الكوفة.

وهذا ابن عباس وابن الزبير وابن الحنفية يخططون له طريقة الخروج فابن عباس ينصحه باليمن لأن بها شيعة لأبيه وابن الزبير يعده النصرة والمبايعة وكذلك ابن الحنفية ينصحه بلزوم مكة فلو كان ببالهم عدم شرعية الخروج لناقشوه بذلك.

وهذه المواقف تضعف من قول القائلين بوجوب طاعة الخليفة المتغلب وتوهى من قول جواز ولاية العهد وإلزام الأمة بذلك وتبين هذه المواقف فهم الصحابة وغيرهم لقضية طاعة الخليفة بأنه الخليفة المنتخب انتخاباً شرعياً حراً أما من يفرض نفسه على الناس بقوة السلاح فللأمة عزلة إن استطاعت واعتراض المعارضين على الحسين هنا هو عدم القدرة والاستطاعة والنصح له بالإعداد، والتريث حتى لا نسارع في قطف الثمرة فنحرم منها وهذا الذي كان.

أسباب خروج الحسين ومبرراته

1-لتغيير منكر الحكم الوراثي، وإرجاع الخلافة الشورية.

2-تغيير الجور والظلم وخاصة ما كان من ابن زياد.

3-ومن مبرراته أنه لا يعترف بشرعية يزيد، ويرى في نفسه كما يرى الجميع بأنه أولى الناس بهذا الأمر وأهل الكوفة دعوة للبيعة .

مسير الحسين

رغم المعارضة الشديدة من قبل الناصحين ، سار يوم الترويه سنة 61 هـ ولما وصل منطقة الصفاح لقى الفرزدق فسأله عن خبر الناس خلفه فقال قلوب الناس معك وسيوفهم مع بني أمية ، ولقد حاول عبد الله ابن جعفر أن يثني الحسين عن فعله فاستكتب كتابا من عمرو بن سعيد يسأل فيه الحسين الرجوع ويعده بالصلة ويعطيه الأمان ولكن الحسين المنذر لعبد الله بن جعفر بن أبي طالب برؤيا رأى فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر فيها برأي وأنه ماض له عليه أم له .(15)

وأتاه خبر قتل مسلم بن عقيل بالثعلبية فنصحه بعض أصحابه بالرجوع وحذروه من أن أهل الكوفة ليسوا ناصرينك ولا شيعتك ، فاعترض بنو عقيل وصمموا على ثأر أخيهم، وقالوا: ما أنت بمثل مسلم بن عقيل ولو قدمت الكوفة لكان الناس إليك أسرع (16)… ثم ارتحلوا وكانوا لا يمرون بماء إلا اتبعه من عليه . حتى انتهى إلى  زباله ، فأتاه رسول محمد بن الأشعث يحذره من المجئ فقال كلما قدر نازل عند الله نحتسب أنفسنا وفساد أمتنا ، وجاءه كذلك خبر مقتل أخيه من الرضاعة عبد الله بن بقطر وكأن أرسله في الطريق إلى مسلم، وعندها خطب في أصحابه قال. قد خذلنا شيعتنا فمن أحب أن ينصرف فلينصرف فتفرقوا يميناً وشمالاً حتى بقي في أصحابه الذين جاؤوا معه من مكة وإنما فعل ذلك لأنه علم أن الأعراب ظنوا أنه يأتي بلدا قد استقامت له طاعة أهله فأراد أن يعلموا علام يقدمون.

لما علم ابن زياد مسير الحسين من مكة بعث الحصين بن نمير التميمي صاحب شرطته فنزل القادسية ونظم الخيل ما بين القادسية إلى خفان، وما بين القادسية إلى القطقطانه وإلى جبل لعلع (17) .

وأرسل الحصين ألف فارس مع الحر بن يزيد التميمي ثم اليربوعي ليستقبلوا الحسين  فوافقوه في حر الظهيرة عند ذو حسم. وذلك في محرم سنة 61هـ(18).

ولما حانت صلاة الظهر أذن مؤذن الحسين ثم خطب فيهم الحسين –أي في أصحاب الحر – وقال: إنه أتتني كتبكم وليس لنا إمام فإن تعظوني ما أطمئن إليه من عهودكم أقم مصركم وإن لم تفعلوا أو كنتم لمقدمي كارهين انصرفت عنكم، ثم صلى الظهر بالجيشين مما قدمه الحر.

ثم صلوا العصر وخطبهم كذلك وذكرهم بحق آل البيت . وذكرهم بكتبهم ، فاعترضه الحر وقال: إننا لا ندري ما هذه الكتب فأخرج الحسين خرجين مملؤين صحفاً وقال الحر: فإن لسنا من هؤلاء الذين كتبوا إليك وقد أمرنا إذا نحن لقيناك أن لا نفارقك حتى تقدمك الكوفة على عبيد الله بن زياد. فقال الحسين إذن والله لا أتبعك، وأخبره الحر بأنه لم يؤمر بقتاله. وطلب منه أن يراسل يزيد أو ابن زياد حتى لا يبتلي شيء من أمره ، فتيا سر عن طريق العذيب والقادسية ، والحر يسايره (19).

وعندما انتهوا إلى عذيب الهجانات وفد أربع نفر من أصحاب الحسين فسألهم عن الناس في الكوفة فقالوا: أما أشراف الناس فقد أعظمت رشوتهم وملئت غرائزهم فهم ألب واحد عليك  وأما سائر الناس بعدهم فإن قلوبهم تهوي إليك وسيوفهم غدا مشهورون عليك.

تحليل لأسباب إصرار الحسين على المسير

مع علم الحسين بمقتل رسله في الكوفة ، وانصراف الناس عنه وخذلان  أهل الكوفة له يبرز لنا تساؤل عن سبب تصميمه على المسير ومن خلال قراءة النصوص يتبين لي التالي:

  • عوامل نفسية تكون في الثائرين وهي إصرارهم على تنفيذ خططهم فكيف إن كانت هذه نفسية ثائر لهدف ديني كالحسين، تروي الروايات أنه رأى في المنام فارساً على فرس يقول له القوم يسيرون والمنايا تسير إليهم فأخبر ابنه بذلك . وقال له فعلمت أن أنفسنا بغيت المنيا ، فقال يا أبت ألسنا على الحق قال : بلى ، قال : إذن لا نبالي أن نموت محقين فقال له : جزاك الله خيرا من ولد خيراً ما جزى ولدأً عن والده . ونفوس الثائرين من الصعب عليها أن تقبل بشروط الأعداء إن شعرت بأن الثورة فشلت إلا أن تكون هذه الشروط لها نوع من الأمان . ولم يعرض على الحسين أي شرط للرجوع يجعله يأمن على نفسه وأهل بيته ، بل إن تصرفات ابن زياد الحمقاء كانت تريد القتل والدماء، مع أن الحسين عرض عليهم الرجوع والذهاب إلى يزيد ، ولكن رخص الدماء عند ولاة الحكم الوراثي معلوم جداً.
  • اعتبر الحسين أن بينه وبين أهل الكوفة عهد وبيعة ومعه كتبهم فلا يستطيع أن يتجاوز عنها فقال للطرماح بن عدي عندما نصحه بالمسير إلى جبل أجأة حيث وعده بعشرين ألف ( 20 ألف) سيف طائي قال الحسين (20): أنه بيننا وبين هؤلاء القوم قول لسنا نقدر معه على الانصراف ولا ندري علام تتصرف بنا وبهم الأمور.
  • عندما أخبره الحر بأنهم ليسوا من القوم الذين كتبوا إليه فهم الحسين أن أهل الكوفة مغلوب على أمرهم فلو وصل إليهم لاستطاع تجميع الناس حوله وهذا قول أخوه مسلم بن عقيل عندما أصروا على المسير وطلب الثأر وهو إصرار أعطى الحسين تصميما على المسير، قال بنو مسلم ما أنت مثل مسلم ولو قدمت الكوفة لكان الناس إليك أسرع، وهذه الفكرة على ما يبدو كان لها أثراً كبيراً في توجيه الحسين نحو الثبات على موقفه.

ويحاول د. أحمد شلبي أن يتعمق في تفكير الحسين ويحلل سبب عمله هذا فيقول: “إن بعض المفكرين الذين يمتازون بالعمق يرون أن تصرفات الحسين كانت صادرة عن عقل عميق موهوب” ليس من السهل على الطبيعة العادية أن تدرك كنهه وأن الحسين رأى أن صرح بني أمية لا يزعزعه إلا تضحية جسيمة فجعل من نفسه وآله هذه التضحية وهذا الفداء. ليثير الناس على قاتليه فيقضي بذلك على هذا الصرح. وينقذ المسلمين من نظام توارث السلطة، وسواء خطر ببال الحسين هذا الرأي أم لم يخطر فالنتيجة كانت مطابقة لهذا الاتجاه.

***

للتعرف على المصادر والمراجع الخاصة بحلقات معركة الخلافة، الرجاء الضغط هنا.

إعداد: أحمد العبد الجليل

اترك تعليقًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *