معركة الخلافة من إعداد: أحمد العبد الجليل…
لا يوجد في التاريخ الإسلامي معركة تحمل هذا الاسم (معركة الخلافة) ولكننا أطلقنا هذه التسمية للتعبير عن سلسلة المعارك والفتن التي وقعت بين المسلمين بسبب تحول الخلافة إلى مُلك وراثي.
ولا شك أن هذه المعارك لم تنتهي عند سنة 83 هـ بل لقد استمرت ولم تتوقف، ولكن خوف الإطالة والتشعب جعلني اقتصر على هذه الفترة. كما أنني اكتفيت بمعارك أهل السنة والجماعة، واستثنيت مثلا معارك الخوارج التي كانت من العوامل الرئيسية التي قوضت حكم بني أمية جنباً إلى جنب مع معارك الخلافة، والانقلاب العباسي السني ما هو إلا تعبير صادق عن عنف هذه المعارك.
دوافع البحث
إن فكرة الخلافة والوراثة والشورى قضايا كانت تؤرقني منذ بداية دراستي الجامعية كنت أحمل في نفسي ألم من هذا السقوط في الجانب السياسي من الإسلام، هذا الانحدار الظالم والتحول الآثم نحو الملك وإيثار الذات ونسيان الله ومصالح المسلمين، كانت تجول في نفسي تساؤلات بعضها كانت ينقصها الدقة، كنت أتساءل لماذا تحولت الخلافة إلى ملك بهذه السهولة، لماذا لم يقف العلماء مواقف حاسمة تجاه هذا الأمر، وكلما ازدادا تعمقي في قراءة تاريخنا تزداد الحيرة ويزداد العتب على علماءنا وزعمائنا التاريخيين لماذا لم يتحركوا ليوقفوا هذا الانهيار.
حملت هذه المشاعر والدوافع وبدأت مستعينًا بالله في البحث حول هذا الموضوع.
منهجي في البحث:
في الباب الأول استعرضت الآراء الفقهية في قضايا الخروج، وتغيير المنكر وولاية العهد، ومررت مروراً تاريخياً سريعاً على صور الانتخاب في عهد الخلفاء الراشدين، وأهمية هذا الموضوع تنبع أن مواقف الصحابة والعلماء كانت تنطلق من فهمهم لجميع هذه المسائل باعتبارهم فقهاء.
والباب الثاني استعرضت المعارك، ولم أدخل في التفاصيل الدقيقة أو أسباب النجاح والفشل ولكن عرض لتطور الثورات، ومحاولة التركز وإبراز مواقف العلماء الذين كانوا يمثلون القادة السياسيين في ذلك الوقت ورأىهم في المعارك وآثارها.
ثم الخاتمة حيث تضمنت خلاصة استنتاجاتي.
وأستطيع القول أنني خرجت براحة نفسية بعد الانتهاء من البحث فقد زال عتبي، ورأيت كيف أن الصحابة رضوان الله عليهم والتابعين من بعدهم والأمة معهم لم يقفوا مكتوفي الأيدي إزاء المنكر السياسي، والذي يدل على نظرة هؤلاء إلى قضية الدين والسياسة، وفهمت كذلك موقف الآخرين وشعرت أن لهم من الأعذار ما سأبينه خلال بحثي.
ملاحظة: ندرس في هذا البحث مسألة الخلافة الإسلامية، مع اعترافنا أن الواقع الحالي بين المسلمين يوضح أن الحكم الملكي الوراثي أرحم وأفضل قياسًا بالأنظمة الديكتاتورية الأخرى.
حلقات معركة الخلافة
الحلقة الأولى: الشورى والوراثة
الحلقة الثانية: حقوق الخليفة في الإسلام
الحلقة الثالثة: ولاية العهد ليزيد بن معاوية بن أبي سفيان
الحلقة الرابعة: معركة كربلاء -ج١
الحلقة الخامسة: مقتل الامام الحسين رضي الله عنه
الحلقة الثامنة: ثورة عبدالله ابن الزبير وخلافته
الحلقة التاسعة: مقتل عبد الله بن الزبير